الأحد، 16 أكتوبر 2016

قياس ذكاء الأطفال ذوي التوحد

نعلم جيداً كمختصين بأنه من الصعوبة تشخيص ذكاء أطفال التوحد والذين قد يظلمون كثيراً في تحديد قدراتهم وذلك نظراً للصعوبات التي تصاحبهم وأهمها صعوبات التواصل اللفظي وعدم الانتباه وعدم قدرتهم على تبادل المحادثة ذهاباً وإياباً وكذلك صعوبات التفاعل التي تعتبر من أهم مشاكلهم  ولكن هذا لايعني بأنه لايمكن قياس ذكاء الأطفال التوحديين كما يشاع ولكن يجب أن يتم من قبل مختصين محترفين في القياس يملكون الخبرة الكافية لمعرفة نقاط القوة والضعف عند الطفل التوحدي واستغلالها من خلال مقاييس متعددة ومثال ذلك إذا كان الطفل لايستطيع الكلام فإن هناك مقاييس أدائية لا تعتمد على للغة وإنما تعتمد على الإدراك البصري وصحيح أن البعض لا يستجيبون على مقاييس الذكاء ولكن هذا لا يعني أن جميع أطفال التوحد لا يستجيبون فهناك مقاييس مصممة لبعض حالات الأطفال غير الناطقين كالصم واضطرابات الكلام والتوحد كما أن هناك مقاييس مصممة حتى للمكفوفين وتعتمد على اللغة وحتى الأطفال الذين لا يستجيبون للمقاييس الأدائية واللفظية هناك مقاييس معتمدة وتعتمد على معلومات تؤخذ من الأسرة والمعلمين والملاحظة في حال تعذر الحصول على استجابات من الطفل نفسه ومن هنا نؤكد بأن تشخيص الذكاء يجب أن يتم من خلال مختصين ذوي خبرة بالتعامل مع مثل هذه الحالات يعرفون جيداً كيف يختارون المقياس الملائم لاحتياجات الطفل ومن يقول بأن قياس ذكاء أطفال التوحد غير ممكن  كما يسوق له البعض هذا يعتبر غير صحيح وإلا كيف استطعنا تحديد المكان التربوي الملائم للطفل التوحدي وتحديد ما إذا كان الطفل التوحدي من ذوي الأداء العالي الذي يجب أن يذهب للفصل العادي أو ذوي الأداء المنخفض الذي يحتاج لمراكز وبدون قياس قدراتهم وذكائهم لا يمكن لنا معرفة ذلك وهذا ما تقوم به مقاييس الذكاء مع بعض الأدوات  ولكن نعيد ونؤكد على أهمية اختيار الأداة والمقياس الملائم والذي يتم من ذوي الاختصاص والخبرة والباع الطويل في هذا المجال من قبل أخصائي علم النفس الاكلينيكي المتمرس . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق